قصص قصيرة

أعَطنَي حَريتَي..((ولكَن))..لاَتطلق يَديّه!

وطال الانتظار

on السبت، 20 فبراير 2010




تقدمت بخطوات ثابتة إلى مسرح الحفل ، كان عليها أن تلقي كلمة التخرج ، امتزجت بداخلها المشاعر ..
خصوصا وأنها أخذت نظرة سريعة حول أعين الحاضرات ...
شعرت بالرهبة الشديدة ، الممزوجة بالفرح .... وبصوت خالطه بشيء من القلق اخذت تفتحت كلماتها للحفل التخرج ...
وبينما هي تنثر كلمات الفرح وتعابير السعادة والأمل لذلك المستقبل الواعد ...
تذكرتها ...
رفعت عينها فجأة نحوهن ... مضت لحظة صمت ... تطلع الجميع إليها ....
هناك خلف الستار كانت أحدى المنظمات للحفل تشير بيدها وتلوح لها عبثاً ...
بقيت في لحظة صمت تبحث بعينيها عنها " لقد وعدتها بالحضور " منذ أن كانت صغيرة ... لم تكن لتحظى بحضورها قط في أحدى حفلات نجاحها ... ولكنها قبل ثلاثة أيام قد وعدتها بالحضور ..... حينها تقدمت أحدى المنظمات حاملة بعض الأوراق الفارغة لتضعها أسفل ورقة الكلمات الاستفتاحية أستكملت عنها .... بصدمة تطلعت نحوها .... ومشاعر حزن سكب على ماء وجهها تعابير الألم .........
تطلعت إليها وهي تردد بكلماتها :
" فإليك يا من حملتي الرسالة ... ووثقتي الأمانة ... أهديك نجاحي ... وأكافئك بفرحة تخرجي ... ها أنا ... أمامك ... بالأمس كنت طالبة ... واليوم أصبحت طبيبة ... فبعد هذا اليوم ... أكون طبيبة لقلبك الحاني ياأمي ... "
سبقتها العبرات حينما رددت بصمت " أمي .."
سحبت نفسها بهدوء وهي تخلع عباءة التخرج .... لتدخل بين صفوف الحاضرات ....
وهي تردد بصمت " وعدتني ... نعم وعدتني ... أنها هنـــا .... هنــا ....
" تفقدتها في أنحاء قاعة الحفل .... لم تجدها ... عادت إلى بوابة الاستقبال للحاضرات ...
وهي تردد " وعدتني بالحضور .. لم تخلف وعدها أبداً ......... هي دائماً دقيقة في مواعيدها .. فلما لم تأتي ...؟ "
سألت أحدى مسجلات الحفل أن كان الاسم دوُن لديها أم لا ؟
فلم تجد اسمها ... لم تصدقها فأخذت بنفسها في البحث عن قائمة الأسماء ..
كان هناك أمل في داخلها بإنها ستأتي ... بما أنها قد قطعت لها وعداً ...
أنتهت من بحث قائمة الأسماء .... ولم تجدها ..
قاطعتها أحدهن قائلة : الآن دورك ياهيــا ... هل انت مستعدة ؟؟
لم تستطع الإجابة على ذلك السؤال ......!!!
كان أمامها حشد من مختلف المستويات ..... يترقبن مسرحية الطبية الجديدة ........
بينما كان ينتظرها خلف الكواليس المسرح ممن شاركن بتمثيل المسرحية ... وجاء دورها ...
وأخذت بالعمل مثلما أعُد لها من قبل ...... ووصلت إلى أخر فصل للمسرحية .. بدأت تقف بثبات .... بعد أن أحلت عليها السكينة......... أدت دورها بكل ثقة وثبات و بدون شعور بالرهبة ..... لم تشعر إلا وهي تسمع تصفيق وتعابير أعجاب الحاضرات من حولها .......
كان عليها أن تجيب على السؤال الأن .. أين هي ؟
أنسحبت نحو القاعة الأخرى ......
حاولت الإتصال بمكتبها ... بالهاتف النقال .. لم تجيب .....
بدأ القلق يتملكها .. أخذت تتفقدها من بين الحاضرات .......
لمحت عمتها تتقدم إليها من بعيد ..... بخطى مترددة .. خائفة .... سحبتها نحو بوابة الدخول صرخت بها قبل أن تلقي عليه السلام : أين هي ؟؟
رد بعين دامعة :
لقد كانت أمك فخورة جدا ًُ بك يا هيا .......لم تنم ليلة أمس وهي تختار كيف ستلبس وماذا ستضع من عطر وأي المجوهرات ستلبس ... حتى في طريقها إلى الحفل صباح هذا اليوم ..... كانت تحادثني ... وتسألني كيف كنتي ...!!
وقبل أن أجيبها .... فارقت الحياة بلحظة يا هيا ....
حتى في أخر لحظة في حياتها لم تخلف بوعدها قط ...
" ..... تمت ....."

شيء من الماضي

on الاثنين، 15 فبراير 2010



رأته , رآها , التقت العينان ، علت على شفتيها ابتسامة باهته كأيامها التي مضت هباء ... ، بينما علت علامات الانبهار وسط عينيه ......... ، تقدم خطوة .... ، وتأخرت خطوة ....... ، تقابلا جسدهما بإتجاه الأخر ، و تواردت بينهما ذكريات الماضي ........ اخذت عيناها إلى تلك الذكرى الباقية له ، وحمل مشاعره تلك الأسرار الدفينة طول السنين ........ بعد أن سرق العمر أحلى أيام حياتهما و هما لا يشعران !!!
بعد أربعين سنة منذ لقائهما ... عادا مجدداً وبمحض الصدفة يجمعهما القدر ...
أحس كل منهما بتتويج تلك اللحظة وتلوينها بعد أن ذبلت وطمرت في رمال الحياة المبعثرة ..... شعرت بالثواني التي قيدت هذه اللحظة ...... كأنما هي ساعات بطيئة .... أخفضت عينيها وهمت بالمسيرة ... بعد أن طوت تلك اللحظة بشكل مفأجي .... لم تكد أن تخطي خطوتها حتى سمعت قوله والذي أمتزج فيه شيء من الرجفة :
لحظة .... إلى أين ...؟؟
تطلعت عليه .... بصمت .... بعد ان أجابته عيناها سريعاً ..
نظر في قلق أن ترحل .. كما رحلت منذ أن كانا عاشقين .... فأردف بعجل :
كيف حالك ... يبدو ان السنين لم تغيرك ... فأنت كما أنت ..؟؟
تورد وجهها وهي تجيبه بفرح بعد أن شعرت أن تلك كلماته قد سقت وردة في داخلها كانت قد ذبلت منذ زمن بعيد :
أنني بخير ... وكيف أنت ..؟؟ وكيف كانت الحياة معك ...؟
أنها قاسية ... فجل ما كانت تسرق مني لحظات سعادتي بثوان معدودة ....
أنك أنت كما أنت لم تتغير ...؟
شعر بإن الوقت ملائم وأن هناك فرصة ولو كانت ضئيلة .... أن يستعيد تلك الذكريات الجميلة ... ولحظات سعادته الغائبة .... فدعها على فنجان قهوة .... ترددت قليلا ... وشعرت بالخوف من المجتمع الذي لن يرحمها إن هي وافقت و لكن كان في داخلها شيئاً يخصه ... وتريد استعادة تلك الأحاسيس والمشاعر ... تطلعت عليه وهو ينظر إليها بعد أن مد يده إليها وبعينيه رجاء أن تقبل دعوته ........ تطلعت بعنيها و التي غرقت بتجاعيد الزمان .... تطلعت بعنيها والتي صبغت لونه بشيء من البياض ... تطلعت إليه بعد أن كسا تجاعيد الأيام على وجهه ... وغطى بياض شعره على السواد ........ تطلعت بعد أن شعرت بإن هناك خيوط قد أشتد وثاقها بعد أن ترهل جزء منه .... شعرت بإن هناك احاسيس صامته تتجاذب فيما بينهما .... فتطلعت إلى يده والذي كسى جلدة بطبقة من عروقه البارزة .... وبدون أن ينتظر .... ووافقت و بسرعة قبل أن تفكر مليا........... لما سيحدث ...؟؟

توجها إلى المقهى القريب منهما ...... ما زال رجلاً ذو هيبة ...... يخفي بداخله قلباً رقيقا و ما زالت بسمتها العذبة تعلو وجهها وأن كان الزمن قد عبث بإجزاء منه ........... بدون أن يسألها طلب لها عصير ليمون طازج ......... ضحكت و أضافت أنها أصبحت تشربه بلا سكر وذلك لمحاولة يائسة في أخفاء سنها الحقيقي ..
تبسم قائلا : ولكنك بعيني ... كأخرة مرة رأيتك فيها ....
توردت قليلا ... وهي تقول : أمازلت تشرب قهوة السوداء في كل صباح ... ؟؟
فهز رأسه ضاحكا وهو يردف وأيضا : بدون سكر ..!!


سادت موجة من الضحك و الذكريات بينهما للحظات .... بأنها تلك الحظة الفائتة ... وهي تستكمل ما أنقطع في حينه .... أدرك كم من السنين مضت و هو تائه بهمومه ...
فتردد قبل أن يقول : سمعت أنك تزوجتِ؟
ردت سريعا ً : و ألم تسمع يوم طلاقي ....
تطلع إليها بألم حتى قال: سمعت و لكني لم أكن متأكدا ...
إجابته بكل طمئنينة : لا عليك ........ كان هذا مقدراً لي ... وماذا عنك ... ؟
تزوجت ... مرتين ... الأولى لم تمضي معي شهراً والثانية فقد توفاها الله ...
رحمها الله ...... أذن هي أم بناتك .... ؟؟
رد و قد بانت في عينيه دمعة خفية: نعم .... لقد كانت ملاكا بما تحمله الكلمة من معنى و لكن كما قلت " هذا مقدراً لي " ... ولكن البنات كنَّ نسخة منها ... لذا فأنني لا اشعر بإنني قد أفتقدها ... وأن كانت في قلبي ...دائما ...
لقد أخذن منها روح الدعابة والطيبة والحنان ... منذ صغرهن ... ذلك الحنان الذي رأيته يتجسد فيك ...بأروع المشاعر الدافئة .... أتتذكرين قبل أكثر من 40 سنة ... كيف كنت حنونة على أختى الصغيرة ....... حيثما لعبنا .... نحن كنا نحلم أنا و أنت بذلك العش و البيت السعيد و هي من كانت تجسد الابنة لنا ... مع أنها كانت صغيرة ولا تعي دورها ... ولكنها كانت سعيدة بقربك ... متنعمة بحنانك الدافيء لها .... واليوم ..... ها أنا و أنت كل منا قد مضى في طريقه و أصطدم بما خبئات له الأقدار....

أطرقت رأسها بعد تاهت في ذكرياتهما الجميلة .... وبإحلامها الصغيرة والتي تجسدت في بيتها الصغيرة ........ تردد قبل أن يقول : حنان .... هل تفكرين بالزواج مرة أخرى؟
ابتسمت و قالت : بصراحة لا أعرف ......... تنتابني لحظات وحدة وعزلة .....و لكن بعد تجربتي الأولى مع زوجي, أفكر مرارا من أن لا أخوض التجربة مرة أخرى....
أجاب بأسى : .... كذلك أنا .... قد لا أجد من سأقارنها بزوجتي الراحلة .. ولكن لن أجد من سيحتل مكانك .... وأشار بيده نحو صدره بنوع من الأمل المتلاشى ...

أخفضت عينها بعد ان توردت قليلا ... فسقط نظرها على ساعتها وهتفت بدون وعي :
يا إلهي لقد سرقنا الوقت ... أنها الواحدة ظهراً ...
تطلعت بشيء من اليأس بعد أن شعر بأن الأمل قد تلاشى خيوطه وأمتزج بواقعه المرير ... فأجاب بحزم : فعلا ... مضى الوقت و نسيت أنني قد وعدت أبنتي الصغرى بأنني سأخذها إلى بيت عمتها ..... وقبل أن يهم بمغادرة المكان ... سألها : أتودين ان أوصل سلاماً لأختي الصغرى ..!!
تطلعت لبرهة قبل أن تأومي برأسها تعبيراً لموافقتها ...
وحينما همت بالمغادرة .... و هو أيضا و قبل أن تبتعد العينان أعاد الالتفات إليها و بارتباك شديد سألها إن كان من الممكن أن تعطيه رقم هاتفها , ابتسمت وهي تجيبه : ولكنني مالزت لا اعرف الرقم بعد!!
أبتسم قائلا : إذن سأدون رقمي ... وأخرج ورقة ودون فيه رقمه وطلب منها برجاء أن تتصل به حالما تصل إلى منزلها ..!!
أبتسمت واخذت تبتعد عنه شيء فشيئا قبل ان يتلاشى هيئتها وسط خيوط الشمس الدافئة ...
وفي الليل .... عاد إلى منزله ........ أخذ يسترجع لحظات اللقاء ....... تذكرها ... وتذكر قفاز يدها الحريري ...... لحظتها تذكر صندوقا كان قد أخفاه في ركن بعيد بأحدى أدراجه ... كان الصندوق يحوي مجموعة من الشرائط الغنائية القديمة والتي أخفاها بعد وفاة زوجته ........ بحث عنه ..... وحالما وجده ... بصعوبة أخذ بفتحه ... بعد أن ضج المكان بصوته المتهالك ........ ولكنه قد عثر عليه ... ذلك الشريط ... ... فأداره ...... ليعلو صوت شجي قد لامس مشاعره الخفية ..... تطلع نحو صورة زوجته الراحلة .... فأخذها ليتلامس أنامله ملامحها بصمت ... وهو يستمع إلى صوته .... صوت لعبدالحليم حافظ ... بأغنيته الحبيبة إلى قلبه " أهواك " أخذت كلمات أغنيته تترنم على أنقاض مخيلته ........ ليأخذه بعيد ...... بعيداً جداً و مع هذه الذكريات و تلك المشاعر ... التي أيقظت الأغنية حبا دفينا بداخله ...... الحب الذي حاول أن يتناساه بمرور الأيام ......... و لكنه ظل حبيساً ... وسط أسراره ........ بأعمق خلجات نفسه, ....... أحس ليلتها بشعور الوحدة ...... وهو ينظر إلى صورة زوجته الراحلة ...... أدرك أن لعبة الأقدارعادت من جديد عندما ساقته ليلقاها اليوم .........فتطلع مجدداً نحو صورتها ليقبلها قائلاً : أعذريني .... لم يكن للقلب مكاناً سواها ....!!

" ............. تمت ........."

عيوني سلمت لك

on الأربعاء، 20 يناير 2010






هناك في الخارج ... وقفت وأنا انتظر أخي لكي يقلني من بوابة الجامعة ...


أنتظرت ما بين خروج بعض من البنات الاتي قد أتخذين من قشور الغرب طرقاً لافتتان سائقي المركبات الصغيرة


ظللت أنظر كل ما تخرج واحدة من بوابة الجامعة والتابعة لكلية التربية ...


تطلعت إلى أحدى السيارات والتي تشابه إلى حد كبير من سيارة أخي ...


تقدمت قليلا لأتأكد من صحة ما رأيت ... لحظات مرت تلاقت فيه أعيوننا ببعض


شعرت بحرارة تسري في اطرافي ... غضيت نظري عنه عمداً ... وأنسحبت إلى الخلف في هدوء ..


ما كان لي أن انظر إليه ... ولما نظرت إليه بتلك النظرات ... ولما شعرت فجأة برجفة في أطرافي ...


من يكون ... وأي صدفة هذه ..؟؟


أختبأت خلف الطالبات والاتي كنّ يقفن بإنتظار سياراتهن إيضاً ...


مضت دقيقة ... لم يحرك ساكنا... وتطلعت شوقاً ، لمعرفة صاحبة الحظ السعيد والتي سترافقه ...


اخرجت نصف وجهي من بين أكتاف أحدى الطالبات ... وأنا أتطلع إليه ....


خيل إلي أنه قد ذهب ... بعد ان تقدمت أحدى الطالبات في السير نحو مدخل البوابة ...


ظننت أنها من كانت سترافقه ... ولكنني وجدت أنه ظل ينتظر صامتاً ومطلعاً أمامه ...


يا ألهي ... اخذت أمعن النظر فيه ....


يالملامحه الواضحه ... يالجماله ... ودقته ...


تبدو شخصيته لوحة مبهرة لكل ناظر ...


أخذت أتامله للحظات قُبيل أن ألتفت .. نحو أحدى الطالبات والتي قد أصتدمت بي من الخلف


تألمت قليلا ... ولكنني تطلعت لها بنظرة حادة ، فلم تعتذر لي ....


عدت لأنظر من جديد فلم أجده .... ولم اجد سيارته ...


أتراه قد ذهب .... لم أراه ... ولم أرى من كانت سترافقه ....


شعرت بالحقد على تلك الوقحة فهممت بالنظر إليها مجدداً


علها تعيد لي إعتباري في الأعتذار ... ولكن قبل ان أدرج وجهي للخلف ..


طالت إلى مسامعي همهمات ....


تأخرت خطوة ... بدأ الصوت واضحاً ...


حتى همست احداهن قائلة :


نعم لقد كانت هنا منذ قليل .. خسارة ... كنت أود أن أراه




أرتسمت علامات الدهشة بين عيناي .. " حتى هنّ"


قلت هذا.... بيني وبين نفسي ..


أيعقل .......... أهن أيضاً خرجن لرؤيته .... وأخذت أرهف سمعي لأعرف بقية الحدث ... وكيف حصل هذا معهن ..؟؟
لحظتها .... علت بوق سيارة أخي ... فوجدت نفسي مضطرة للذهاب ... وبنفسي تسأولات كثيرة ... وفضول لا حدود له
وودت لو تأخر أخي عن مجيئة .... لو كنّ خرجن بأكبر قليلا .. لكنت عرفت .... دائما ما تحصل لي تلك المواقف ....
في منتصف الحدث ... ينقطع كل شيء ......... رافقت أخي ...... وفي الطريق أخذت أستعيد تلك اللحظة ... بقوة ...
بعيني التي رأيته ...... هناك ....... وبعيناه التي تلاقت مع رمش عياني ....... لم أكن أعلم أن سهام عيناه قد أصاب قلبي الضعيف ...
ليترك في قلبي نبض خافت ...... اقواه البعد عنه ...يوماً بعد يوماً ..... فزاد بي الوله ... والاشواق كل ما أنتظرت خارج البوابة
أحادث نفسي ... كيف أستلهمه ... وكيف يكون لقاء الأعين بعد ذلك ....... أنتظرت ...... ومضت الأيام عنيدة ...... تأبي حصول اللقاء
التحضيري ....... وبقيت أعاند ساعات وقت خروجي ..... في الأنتظار بالداخل .... بينما يبقى أخي دقائق ينتظري بالخارج .....
كل هذا ...... وأنا أنتظر لحظة ......
لحظة مجئية ........ مرة أخرى .........كم من الأيام سرت ..... وأنا بلوحة الأعتذار اقدمها لأخي كذاباً .....
وفي يوم الأختبارات ........ كنت قد أنهيته مبكراً ........ وأستعديت للخروج بالأنتظار عند البوابة الرئيسية ......
خرجت وأنا أسحب غطائي " نقابي " إلى الداخل قليلا ...... بينما أشده من الناحية الأخرى ......لكي يتوسط عيناي
لا أعرف أكنت أدخلت أصبعي في أحدى عيناي .... ام ذرة غبار قد خدش صفحة عيني ...... أم أنني لمحته هناك ....
يقف بشموخ ....... لم تتضح لي الرؤية حينها .......... ولكنن دمع عيني قد منعني من تحقق الحدث ...
خيّل لي أوقات فراغي والتأهب للقاءه مرة اخرى ........ وتذكرت ما كنت سأفعله أن رأيته مرة اخرى ....... لم يتسنى لي الوقت
لأعداد لحظة لقاء لا تنسى ...... فقد وجدته مصادفة كما حدث أول مرة ....... لحظتها مسحت عيناي بخفة وأنا أجاهد للرؤيته بدقة ...
والتمعن بباقي ملامحه التي قد محاها الأيام ببعده ...........حينها رأيته .... أمامي ...... بل مقابل لي ....... اقصد هو بالجانب الاخر ينظر إلي من جديد ........ بطوله ....وقامته الطويله .....والمشدودة ....... بهيبة فز قلبي لها ........ وتسارعت ضرباته بعنف .. كلما تقدم ...
حتى وصل إلى رجل الأمن المتواجد بالحجرة الصغيرة ذات الهياكل المتحركة ...... وأستاذنه بمخاطبة القسم في أرسل أوراق ...
نعم .... أرسل أوراق ..... إذن لم يكن لينتظر أخته ...... أو زوجته الذي استبعدت ذلك الخيار
أنه موظف ..... موظف بالجامعة ....... وها هو يطلب مخاطبة القسم بالأوراق ....... بالصلاحية التي يتمتع به .......
أخذت انظر له من جانبه الايمن ....... بينما كان يسد جانبه الأخر الباب الخشبي المترهل ....
انتظرت ...... الأوراق ..... وممن سيستلمها ...... سأرى وجهه حتما ..... بل سأسلم على عيناه ......
أنتظرت بينما أستبد رجفتي قوة ....... وحماس ..... وما أن رأيت سيارة أخي قادمة من بعيد
أخذت أعود داخلاً ..... مكتفية اللحظة التي سأراه بحرية .......
وما أن دلفت حتى تقدمت احدى الموظفات قائلة لي :
أرجوك خذي هذا الظرف وسليمه إلى رجل الأمن بالخارج .!!
أخذت الظرف ...... بعد ان سقط عيناي على كلمة " عناية د. عبدالله فهد ... "
أنه هو .... لقد عرفت من يكون ..... ومن اي جهة ..... د. عبدالله .......
أخذت بترديد ذلك وأنا خارجة بالظرف بشيء من الجمود ....... ولحظات من الفرح الغير اعتيادي ..
شعرت بنشوة .... وأكتمال في تحقيق ما كنت طويلا أحلم به
ها هو .... باسمه ..... وبشخصه أمامي .......
قطع لحظة مناجاة نفسي بصوت حمل بأحرفه الهدوء وأن أمتزج بالقوة :
الظرف لو تكرمتي ..؟؟
أجبت : عيوني سلمت لك .....
أجاب بتعجب : عفــــــــوآ ...
ترددت لحظتها وما زلت لساني به
حتى قلت له : المعذرة تفضل ... بعد ان تلاقت أعيننا مجدداً بدون قصد
شعرت بفرح كبير ........
وشيء من الخجل قد طال محياي ...
في تلك اللحظة علىَ بوق سيارة أخي ...... بغضب ...... سرت كالطفلة الصغيرة ... على عجل
لأركب وأنا لم امنع نفسي من الابتسامة العذبة وسط صراخ أخي لتأخري عنه ....... وعيناي ...... التي ما زالت تتطلع إليه بأنسحاب ...... وهو ذاهباً بظرفه ....!!
" .......... تمت .........."