قصص قصيرة

أعَطنَي حَريتَي..((ولكَن))..لاَتطلق يَديّه!

عيوني سلمت لك

on الأربعاء، 20 يناير 2010






هناك في الخارج ... وقفت وأنا انتظر أخي لكي يقلني من بوابة الجامعة ...


أنتظرت ما بين خروج بعض من البنات الاتي قد أتخذين من قشور الغرب طرقاً لافتتان سائقي المركبات الصغيرة


ظللت أنظر كل ما تخرج واحدة من بوابة الجامعة والتابعة لكلية التربية ...


تطلعت إلى أحدى السيارات والتي تشابه إلى حد كبير من سيارة أخي ...


تقدمت قليلا لأتأكد من صحة ما رأيت ... لحظات مرت تلاقت فيه أعيوننا ببعض


شعرت بحرارة تسري في اطرافي ... غضيت نظري عنه عمداً ... وأنسحبت إلى الخلف في هدوء ..


ما كان لي أن انظر إليه ... ولما نظرت إليه بتلك النظرات ... ولما شعرت فجأة برجفة في أطرافي ...


من يكون ... وأي صدفة هذه ..؟؟


أختبأت خلف الطالبات والاتي كنّ يقفن بإنتظار سياراتهن إيضاً ...


مضت دقيقة ... لم يحرك ساكنا... وتطلعت شوقاً ، لمعرفة صاحبة الحظ السعيد والتي سترافقه ...


اخرجت نصف وجهي من بين أكتاف أحدى الطالبات ... وأنا أتطلع إليه ....


خيل إلي أنه قد ذهب ... بعد ان تقدمت أحدى الطالبات في السير نحو مدخل البوابة ...


ظننت أنها من كانت سترافقه ... ولكنني وجدت أنه ظل ينتظر صامتاً ومطلعاً أمامه ...


يا ألهي ... اخذت أمعن النظر فيه ....


يالملامحه الواضحه ... يالجماله ... ودقته ...


تبدو شخصيته لوحة مبهرة لكل ناظر ...


أخذت أتامله للحظات قُبيل أن ألتفت .. نحو أحدى الطالبات والتي قد أصتدمت بي من الخلف


تألمت قليلا ... ولكنني تطلعت لها بنظرة حادة ، فلم تعتذر لي ....


عدت لأنظر من جديد فلم أجده .... ولم اجد سيارته ...


أتراه قد ذهب .... لم أراه ... ولم أرى من كانت سترافقه ....


شعرت بالحقد على تلك الوقحة فهممت بالنظر إليها مجدداً


علها تعيد لي إعتباري في الأعتذار ... ولكن قبل ان أدرج وجهي للخلف ..


طالت إلى مسامعي همهمات ....


تأخرت خطوة ... بدأ الصوت واضحاً ...


حتى همست احداهن قائلة :


نعم لقد كانت هنا منذ قليل .. خسارة ... كنت أود أن أراه




أرتسمت علامات الدهشة بين عيناي .. " حتى هنّ"


قلت هذا.... بيني وبين نفسي ..


أيعقل .......... أهن أيضاً خرجن لرؤيته .... وأخذت أرهف سمعي لأعرف بقية الحدث ... وكيف حصل هذا معهن ..؟؟
لحظتها .... علت بوق سيارة أخي ... فوجدت نفسي مضطرة للذهاب ... وبنفسي تسأولات كثيرة ... وفضول لا حدود له
وودت لو تأخر أخي عن مجيئة .... لو كنّ خرجن بأكبر قليلا .. لكنت عرفت .... دائما ما تحصل لي تلك المواقف ....
في منتصف الحدث ... ينقطع كل شيء ......... رافقت أخي ...... وفي الطريق أخذت أستعيد تلك اللحظة ... بقوة ...
بعيني التي رأيته ...... هناك ....... وبعيناه التي تلاقت مع رمش عياني ....... لم أكن أعلم أن سهام عيناه قد أصاب قلبي الضعيف ...
ليترك في قلبي نبض خافت ...... اقواه البعد عنه ...يوماً بعد يوماً ..... فزاد بي الوله ... والاشواق كل ما أنتظرت خارج البوابة
أحادث نفسي ... كيف أستلهمه ... وكيف يكون لقاء الأعين بعد ذلك ....... أنتظرت ...... ومضت الأيام عنيدة ...... تأبي حصول اللقاء
التحضيري ....... وبقيت أعاند ساعات وقت خروجي ..... في الأنتظار بالداخل .... بينما يبقى أخي دقائق ينتظري بالخارج .....
كل هذا ...... وأنا أنتظر لحظة ......
لحظة مجئية ........ مرة أخرى .........كم من الأيام سرت ..... وأنا بلوحة الأعتذار اقدمها لأخي كذاباً .....
وفي يوم الأختبارات ........ كنت قد أنهيته مبكراً ........ وأستعديت للخروج بالأنتظار عند البوابة الرئيسية ......
خرجت وأنا أسحب غطائي " نقابي " إلى الداخل قليلا ...... بينما أشده من الناحية الأخرى ......لكي يتوسط عيناي
لا أعرف أكنت أدخلت أصبعي في أحدى عيناي .... ام ذرة غبار قد خدش صفحة عيني ...... أم أنني لمحته هناك ....
يقف بشموخ ....... لم تتضح لي الرؤية حينها .......... ولكنن دمع عيني قد منعني من تحقق الحدث ...
خيّل لي أوقات فراغي والتأهب للقاءه مرة اخرى ........ وتذكرت ما كنت سأفعله أن رأيته مرة اخرى ....... لم يتسنى لي الوقت
لأعداد لحظة لقاء لا تنسى ...... فقد وجدته مصادفة كما حدث أول مرة ....... لحظتها مسحت عيناي بخفة وأنا أجاهد للرؤيته بدقة ...
والتمعن بباقي ملامحه التي قد محاها الأيام ببعده ...........حينها رأيته .... أمامي ...... بل مقابل لي ....... اقصد هو بالجانب الاخر ينظر إلي من جديد ........ بطوله ....وقامته الطويله .....والمشدودة ....... بهيبة فز قلبي لها ........ وتسارعت ضرباته بعنف .. كلما تقدم ...
حتى وصل إلى رجل الأمن المتواجد بالحجرة الصغيرة ذات الهياكل المتحركة ...... وأستاذنه بمخاطبة القسم في أرسل أوراق ...
نعم .... أرسل أوراق ..... إذن لم يكن لينتظر أخته ...... أو زوجته الذي استبعدت ذلك الخيار
أنه موظف ..... موظف بالجامعة ....... وها هو يطلب مخاطبة القسم بالأوراق ....... بالصلاحية التي يتمتع به .......
أخذت انظر له من جانبه الايمن ....... بينما كان يسد جانبه الأخر الباب الخشبي المترهل ....
انتظرت ...... الأوراق ..... وممن سيستلمها ...... سأرى وجهه حتما ..... بل سأسلم على عيناه ......
أنتظرت بينما أستبد رجفتي قوة ....... وحماس ..... وما أن رأيت سيارة أخي قادمة من بعيد
أخذت أعود داخلاً ..... مكتفية اللحظة التي سأراه بحرية .......
وما أن دلفت حتى تقدمت احدى الموظفات قائلة لي :
أرجوك خذي هذا الظرف وسليمه إلى رجل الأمن بالخارج .!!
أخذت الظرف ...... بعد ان سقط عيناي على كلمة " عناية د. عبدالله فهد ... "
أنه هو .... لقد عرفت من يكون ..... ومن اي جهة ..... د. عبدالله .......
أخذت بترديد ذلك وأنا خارجة بالظرف بشيء من الجمود ....... ولحظات من الفرح الغير اعتيادي ..
شعرت بنشوة .... وأكتمال في تحقيق ما كنت طويلا أحلم به
ها هو .... باسمه ..... وبشخصه أمامي .......
قطع لحظة مناجاة نفسي بصوت حمل بأحرفه الهدوء وأن أمتزج بالقوة :
الظرف لو تكرمتي ..؟؟
أجبت : عيوني سلمت لك .....
أجاب بتعجب : عفــــــــوآ ...
ترددت لحظتها وما زلت لساني به
حتى قلت له : المعذرة تفضل ... بعد ان تلاقت أعيننا مجدداً بدون قصد
شعرت بفرح كبير ........
وشيء من الخجل قد طال محياي ...
في تلك اللحظة علىَ بوق سيارة أخي ...... بغضب ...... سرت كالطفلة الصغيرة ... على عجل
لأركب وأنا لم امنع نفسي من الابتسامة العذبة وسط صراخ أخي لتأخري عنه ....... وعيناي ...... التي ما زالت تتطلع إليه بأنسحاب ...... وهو ذاهباً بظرفه ....!!
" .......... تمت .........."