قصص قصيرة

أعَطنَي حَريتَي..((ولكَن))..لاَتطلق يَديّه!

أحلام ولكن ..

on الجمعة، 8 مايو 2009






تراقصت الأحرف والكلمات أمام عيني ..لم أصدق ما أراه في بادئ الأمر ... أكان حلماَ أم حقيقياَ .. اهو بذاته أم أحد غيره ..؟؟!
أعدت قراءة الرسالة الرقيقة لمرة العاشرة كانت صغيرة الحجم تزين أطرفها ورود رومانسية حالمة بينما يذيل أغصانها كلماته العذبة مع باقة ورد لطيفة نسقت بعناية فائقة ... وما كان من المرسل إلا أن وقع بخطه العريض ""أسير حبك "" ترى من يكون ..؟؟
ومن هو هذا ..؟؟ أهو زميل لي في القسم الذي أعمل به أم ماذا ..؟؟ أم تراه معجب بي وأنا اجهله تماماَ .. دارت هذه الأسئلة كثيراَ في مخيلتي ... اعتقدت في نهاية الأمر إنه مجرد صدفة أم خطأ غير مقصود ... إذا لأول مرة يهدى لي باقة ورد وفي طرفها علقت أروع كلمات الإعجاب والسرور .. يبدو للعيان بأنه شخص يعرفني تماماً كلما لو كنا أخوين أو حبيبين ..؟؟ تظاهرت أمام زميلاتي وبالأخص أمام " ميسون " والتي تعمل معي في نفس القسم ذاته بأنه من شخص مقرب لي ... قد أبعدتنا السنين عن بعضينا لذا حاول إن يذكرني به بمداعبة لطيفة منه .. وبطريقة غير اعتيادية ....رأيت ابتسامة باهته منها وأن كانت عيناها تلمعان بحدة .. كأنما تجبرني عن فصح باقي الأمر والاسترسال في الحديث عن بشكل أكبر ... لكنني خفضت عيناي عنها خجلاَ .. وما إن سقطت عيني في توقيعه بلونه المذهب حتى مزقت الورقة .. وأنا اردد بصوت مرتعد :
إنها مجرد مزحة ... مزحة سخيفة .. لا أساس لها ...!!
وما إن قلت هذا حتى حملت حقيبتي الجلدية وخرجت من عندها .. بينما اشعر في داخلي أنها مازالت تتبعني بنظراتها المتسائلة أينما كنت ... نزلت إليّ الطابق السفلي لأستقبل " العم درويش " وهو يحمل صينية القهوة التركية حتى قال لي بشيء من الفضول :
سلمى ... لقد أرسل لك باقة ورد جميلة ألم تتعرفي على صاحبها ..؟؟
ابتسمت في جفاء ..بينما طالت الرعشة في أنفاسي وأنا أقول له :
إنه صديق قديم أراد إن يهنئني بالمكتب الجديد ..
رد مبهوراَ وكأنه يحاول الاستيعاب لما تفوت به ...
مكتب جديد .. يهنئك بالمكتب الجديد ... أيّ مكتب هذا !!
وما إن انتهى من جملته حتى تجاوز الباب وما أن انتهى من جملته حتى تجاوز الباب الخارجي ..سرت نحو الشارع العام .... الجو هادئ بعض الشيء ...أصوات الطيور بدأت متحجرشة كأنما هي تحتضر أيضا ... وصوت مداعبة الرياح الرقيقة للأشجار العالية تصدر نغماَ غريبا َ يبعث في النفس أحساس مخيف ... توقفت لحظة في مكاني ... كان المكان مليء بالناس من مختلف أعمارهم والهدف واحد ... كل منهم ينتظر قدوم الحافلة الحمراء العتيقة ... طال انتظارنا بعض الوقت ... حتى علت في نهاية الطريق أبواق تلك الحافلة الممزوجة بخسف صفائح الحديد من جوانبها .. وما أن اقتربت حتى تهافتت النساء جرين بالركوب ...عليها قبل إن تصل ... وما إن توقفت حتى تجمهر عليها الناس من كل صوب ...تدافعت وسط تلك الجموع وما أن أصبحت في داخلها حتى رأيت المقاعد قد ضيقت بأكوام من الأجساد البشرية العثة فما من سوى الوقوف بإحدى جنابتها ...استمسكت بإحدى أسوارها الحديدة التي كانت معلقة في سقفها المتشقق .. ومضت بنا إلى شوارع ضيقة قد اصطفت حولها العمائر الشاهقة .. وما إن وصلت حتى هالني المنظر ... توقفت برهة لاستوعب ما أراه إذا به حقيقة ... أزهار وورد منسقة داخل أوعية نحاسية صغيرة اصطفت حول وعاء كبير ملئت به أندر وأجمل الإزهار في العالم .. اقتربت بعد إن طاولتني الرعشة بغتة .. فإذا بظرف غير مغري بعض الشيء لرؤيته .. ما به .. فتحته بأصابعي الوجلة حتى صعقت لما رأيت .. لقد كانت نفس الرسالة ونفس النص ..؟؟
وبنفس التوقيع .. هو بذاته ...؟؟ " أسير حبك "
ما الذي يحصل ..؟؟ كيف وصلت هذه الباقة إلى هُـنا في منزلي ... وفي مقر عملي ... ماذا يجري ...؟؟ تلاحقت المخاوف بي حتى شعرت بكياني بنوعاً من التشنج ... أدركت إن شخص ما يتبعني ... هذا ما قد توصلت إليه لكن ماذا ؟؟ كان هذا ما قد توصلت إليه لكن لماذا ..؟؟ لماذا ...؟؟ كان هذا السؤال الوحيد الذي لم أعثر له جوابا .. احترت بشدة ... لم أقرا ما به ... مزقت الورقة في عصبة نفاثة أسرعت بحمل الأوعية حتى ألقيتها أسفل البناية .. رأيتها تناثر سمادها وطينها قبل أن تدوس أزهارها سيارة كانت مارة بسرعة .. ليتهشم وعائها فيبقى صحيفة معدنية مشوهة ... دلفت حجرتي وأنا اشعر بالريبة .. أكان ما حصل اليوم تعد صُــدفة أم شيء معتمد ... ؟؟ أهو شخص أعرفه حق المعرفة أم هو مجهول ..؟؟ لماذا إذن يفعل هذا معي .. هكذا .... اهو يعلم عني دون أن أعلم عنه ..؟؟ ترى ما الذي يجري من حولي ...؟؟؟
لم استطع في تلك الليلة النوم بسلام فقد داهمتني كوابيس مزعجة وأحلام مخيفة فأصبت في ارق طويل حتى مع بزوغ الفجر ... لم استطع تمالك صوابي .. أو أرُيح أعصابي ... مضت الساعات سريعاً لأعود إلى عملي مجدداَ ... ما كان يهبني حقا هو أن أصادف لهذا اليوم باقة أخرى ... دلفت إلى مكتبي لم تكن صديقتي " ميسون " هناك ومازالت الباقة ممدودة في دلال على أوراقي حملتها سريعا لألقاها عبر النافذة .. و يالمفأجاة .. هاهي قد سقطت على رأس مديري .. أخذت ألطم نفسي وأعاتبها .. أيوبخني أم سيعاقبني في نهاية الدوام ... لقد بدت نهايتي وشيكة ....رجوت الله في نفسي إن تسير الأمور على خير ما يرام .. جلست في مكتبي انظم أوراقي المبعثرة هنا وهنــاك وأنا أسترق النظر خارج الباب انتظر إن يحدق المدير ضجة كبرى .. ولكنه دلف صامتا .. تعجبت لحظة ثم أرجعت الأمر انه لم يراني من النافذة لذا فهو لا يعلم .. بعد كل هذا الباقة أو لمن أهديت له ..
حاولت أن أبدو طبيعية خصوصاً وأن دلفت صديقتي " ميسون " وهي متعجبة مني فسألتني بدهشة ... لم تستطع إخفاءه من عينيها ..:
سلمى .. أراك مبكرة لهذا اليوم ... هل من أمر قد طرأ ..؟؟
ابتسمت لها بشفافية مطلقة .. وأنا أهتف بها بشي من ألامبالاة :
كلا ولكن لدي عمل هام هنا اضطررت في القدوم إليه مبكراَ لكي انتهي منه ..
انسحبت إلى مكتبها بصمت وهي ما تزال تلاحقني بنظراتها الغريبة التي تملأها الشك والحيرة ..ز كنت أشعر هذا بصمت وسكوتها ..فأخذت بترتيب الأوراق حسب كل حادثة قد تحققت منها وما إن يزيدني ذعراً ورعبا هو رسالة مطوية قد وضعت من بين الأوراق .... كانت رسالة ملأت بها الأوراق الفارغة بأسطرها التائهة لأجد عبارته الوحيدة " حياتي بدونك كهذه الأوراق .. لا معنى لها "
وبالأسفل ذُيـُل بخطه العريض "أسير حبك "
كدت أن أتمزق هلعاً بعد أن تسارعت نبضات قلبي وتلاحقت أنفاسي في شدة .. لم تكن هذه الرسالة موضوعة من قبل .. أنها وجدت في هذه اللحظة ولهذا اليوم ... إنا متأكدة من هذا ... إذن كان هنــُا في مكتبي ومن بين أوراق عملي .. خرجت مذعورة لأسال " العم درويش " فهو من يأتي مبكراً ليفتح المؤسسة قبل مجيْ أفرادها وأصحابها ... خرجت وبيدي الرسالة المطوية بينما تلاحقني أسئلة " ميسون " الوجلة ... كانت مندهشة من تصرفي المباغت كمثل اندهاشي بوجود الرسالة دلفت إلى " العم درويش "كان يقوم بتحضير القهوة لمدير القسم فلما سألته ... استنزل بي رعبا هائلا .... وخوفا خارقا ... حينما أجابني بأن لا احد دلف إلى هنا ... ولا شخص غريبا قد رآه .. منذ الصبح سوى أفرادها العاملين بها ... صعقت أكثر.. ماذا يعني قوله ... أشبح هلامي دلف إلى هــُنا دون أن يراه أحدا ..... لم أصدق ما قد سمعته ... وأردفت إلى إن " العم درويش " لكبر سنه وسرعة نسيانه ربما لم يستحضر ذاكرته لإجابتي مع إصراره العنيف بعدم ووجود مجهول ما ... قفزت في مخيلتي أن أحد من العاملين هـُنـا هو من فعل هذا أو كان الوسيط الوحيد لهذا الرجل الغريب ..وبالفعل أخذت في استجوابهم فرداُ فرداً ....شخصاً شخصاً ويا للأسف لم يكن أحداً منهم .. أو حتى رأى شيئاً مريباً أو يعلم بهذا الأمر مطلقاَ ...... وما أن عدت حتى تتطرق إلى مسمعي همهمات من ادخل المكتب ... اقتربت أكثر لأجد "ميسون " تحادث المدير بذاته ياألهي ... نسيت أمر الرسالة ........ ها هو يتقصى الأمر بي .........
أنا من قذفت الباقة على رأسه ... و يالمصيبة الكبرى كدت أن أنهار لولا أن سمعتها تقول له :
" كلا فمنذ أن رأت الرسالة حتى ولت خارجة
فسألها بصوته الأجهش : وهل تعلم بعد أم ماذا ..؟؟
كلا صدقني أنها لا تعلم بعد أنها منك أطلاقاً !!
قالتها بصوت واجف فأجابها بنفس النبرة الصارمة :
جيد وإياك أن تعلم بهذا ........... أهذا مفهوم ..؟؟
تراجعت للوراء بعد إن سمعت وقع أقدامه خارجاً فاختبأت وأنا مصدومة غير مصدقة لما يحدث كيف لم أنتبه لهذا ... أن لديه نسخة أخرى من مفتاح هذه المؤسسة وهو من فعل هذا ليبعد عنه الشبهة ولكن لما بفعل هذا بي ...
أهو حبا ... أي حبا هذا ... أنه يعد سخفاً بحق ؟؟
... عدت إلى مكتبي .. فتظاهرت بان الأمر لم يكن ولم يكن هنـا منذ قليل ..بينهما ..حملت أوراقي في صمت وأنا أتجاهل أسئلتها الملحة بي ... سرت خارجة نحو مكتب التحرير ... وضعتها لديهم واستأذنتهم بالخروج .. لم يكن لدي أدنى شك من أنه قد فعل هذا ثانية بي وفي باب شقتي ....
لذا حملتها وعدت إلى مقر عملي كان الشيء الوحيد يدور في مخيلتي هو كيف أن أعمله بفظاعة ما قام به .. فلم أجد سوى أن ابعثها إلى منزله لعلمي الشديد بقسوة وعصبية زوجته العنيفة ... وما كان لدي سوى أن أشاهد ما سيحصل يبث على الهواء مباشرة أمامي ... حينما عدت إلى المنزل ولم أنسى لحظة هروبه مرعوباً من وجه وصراخ زوجته الغاضبة ... فكلما تذكرت ضحكت بملأ شفتاي راحة وهدوء ... وما أن جن الليل حتى استرخيت في حس جميل لأغرق في نوم عميق بعدها ...


" ......... تمت ........ "

6 التعليقات:

د . خـــالد يقول...

أبداع وموهبة رائعة وتستحق الدراسة من قبل المختصيين

د. نورة محمد يقول...

ماشاء الله قصة في القمة


أتمنى لك التوفيق

د. نورة محمد
جامعة الملك سعود

ياسمين محمد- جدة يقول...

مرة القصة حلوة


بالتوفيق ياعبير

أختك ياسمين محمد- جدة

Faisal يقول...

Your story is very Wonderful
With the very best for you

Your brother / Faisal

غير معرف يقول...

هههههههه

فعلا تصير هذا الشيء بكل مجتمع عربي أو غربي

بس القصة مرة حلوة
ودخلت جو فيها خخخ

غير معرف يقول...

Wonderful story

Wait for new works

Sarah