قصص قصيرة

أعَطنَي حَريتَي..((ولكَن))..لاَتطلق يَديّه!

الأرق

on الأحد، 14 يونيو 2009


كانت هذه أخر مكالمة بينهما ... بعد إن نطقها صريحة واضحة ... أنت طالق

أغلقت الهاتف على الفور ... بعدما شعرت ان أنفاسها تختنق بشدة ... فكانت أخر ما تتوقع أن يصل بينهما الأمر إلى ذلك

بعد ان عاشت قصة حب جميلة ، دامت ثلاث سنوات
دخلت حجرتها كل شيء في جسدها يشتكي من الألم والقهر والحسرة ..
ألقت بنفسها المثقل على السرير استرخت بهدوء .. تعيد لحظة حديثها الأخير ..
تراجع نفسها قائلة بصمت :
أكنت حقاً المخطئة ..أم المذنبة ... ، هل ما فعلته كان صحيحاً ... أهذا جزائي أم عقابي .. يا ألهي .. ما الذي فعلته بحق نفسي .. لقد حطمت حياتي بيدي .. طال فترة مكوثها وهي تقلب المواجع والوقائع .. لا فائدة ...
حاولت أن تستلم للنوم لكن كلما تذكرت الموقف تنهض برعب هائل
فما حصل ليس بالشيء الهين
تشعر بالغثيان قاومته بعصبية شديدة
أنتابها صداع عنيف ، ونعب وسط إرهاق شديد بتوتر أخذت تبحث عن الحبة المنومة ...
تريد أن ترتاح ... إن تتخلص مما هي فيه ... ،
مضت بضع دقائق بلا فائدة ، حاولت إيجاد شيء لإيقاف هذه الصداع القاتل

مضت ساعات أخرى طويلة ، لم تذق طعم النوم تشعر برغبة في البكاء ، كلما تذكرت أن فيصل قد تخلى عنها
أبعد هذه السنين الطويلة من التضحية والوفاء والحب والإخلاص ؟

لكنه محق ... أنه يريد أن يصبح أباً ... ، وهي لم تنجب له أبناً ... إذا من الأنانية رفض هذا ... أنه حق شرعي إن يتزوج بغيرها ... توقفت قليلاً عن التفكير ... ، شعرت بأن رأسها سينفجر من ضغط الدم ... ، بحثت مرة أخرى عن الدواء ، أخيراً عثرت عليه ... تناولت قرصين دفعة واحدة ، عادت لتسترخي بالسرير ... تتقلب كل فترة في جهة أخرى ... لم يقم المنوم بمفعولة ، لا تشعر برغبة في النوم

زاد توترها ، كلما تخليت الدف وضرب الطبول ... وهو سعيد في حفل زفافه على امرأة أخرى غيرها ..
لا حيلة لديها .. لا تستطيع فعل شيء أو بذل شيء أمن اجله .... ، لكنها تمنت له السعادة من أعماق قلبها ...
عاودها الإرهاق ...الساعة تشير إلى الثانية ليلاً ... بزرت عروقها من شدة العصبية ، اعتدلت في جلستها بعدما رفعت رأسها إلى الأعلى ثم أغمضت عيناها بقوة كأنما تريد أن تتجنب التفكير .. أو حتى الإحساس والشعور .... تريد أن تكون خالية منه تماماً ... كما فرق أواصر محبتها بورقة الطلاق ليكون الافتراق أول طريقهما ... استجمعت قواها ... واستجمعت ذرات النعاس من حولها

استرخت بهدوء ... بقيت لفترة .. لم تنم بعد ...
خيل إليها .. عاودتها صورة زوجها وهو في ليلة الزفاف تتأبط ذراعه امرأة غيرها ، شعرت بغيرة شديدة ... كادت أن تجن ... عاودها الصداع أشد من ذي قبل .. أخذت تبحث كالمجنونة عن الدواء رددت بلهفة وتوتر شديد .. :
أين ... أين وضعته ... يا ألهي ..لقد كان هنا ...
إن الصداع سيقضي علي حتماً ... كلا ...كلا ...
لن ابقي هكذا .. سأجده حتماً ...!!

أخذت تلقي بأشيائها أرضا ، تنثر أغراضها ، وجدته ... في حقيبتها .. فتحته ، تناولته سريعاً ثمة رعشة شديدة وغثيان تحاول مقاومتها .... سكبت الماء في جوفها دفعة واحدة ثم ألقت بجسدها على السرير بعنف اهتزت معه جوانبه الخشبية ... ظلت لوقت وهي ممدة بطولها مستيقظة بدأ النوم يداعب عينيها ، أخيراً شعرت بالارتياح قليلاً ... ، عاوده النوم شيئاً فشيئا ً ... لقد مضى من الوقت الكثير .. لكن لا يهم .. سأنام .. سأنام .. ولو بضع ساعات بسيطة ..
رددتها وهي تشعر بدبيب الأحلام تأتي إليها .. بلا انفعال وبلا مقاومة ... استسلمت لنعاسها الثقيل ... فجأة ضرب جرس الساعة المنبه بجوارها بشدة لدرجة أفزعتها ... بغضب وخوف ألقت به بعيداً عنها ... ليرتطم بحائط حجرتها وتتحطم أجزائه ، صمت كل شيء بعد أن تحطم ... كل شيء ... سكون رهيب يعم المكان ... عادت تحاول النوم ثانية .. استجمعت ما تلاشى من أحلامها المظلمة ضاع كل شيء .
انسحب منها بساط السعادة من أسفل قدميها بكل حرقة ..
وألم كبير وهي تصرخ قائلة :
لا ... لا يمكن ... لن أصبر على هذا الحال ...

نهضت وأغلقت نافذتها وأطبقت الستارة فأظلم المكان ، استلقت على السرير تحاول استعادة ما تبقى من جيوش النوم ..
تشعر بحرارة في عينيها .. أخذت تفركها بشدة .. ، جن جنونها .... ألقت مصباح السرير ليتحطم على الأرض وينتشر شظايا زجاجة في كل مكان صرخت ... ضربت ... كسرت .. حطمت ...فعلت كل ما بوسعها ...
ما زال التوتر يرهقها ...ارتجف جسدها تلقائياً ... خرجت من حجرتها ، دلفت إلى المطبخ ، فتحت الثلاجة أخرجت كوباً من الماء البارد ، سكبته فوق رأسها .. شقت بقوة ... اضطربت ، سرت في أطرافها برودة عجيبة .... هدأ الصداع في رأسها قليلاً .. خرجت محبطة النفس ألقت بجسدها على الأريكة وهي تبكي ...

رن الهاتف برنين صمت وقهر ...

رفعت سماعة الهاتف .. أتى لها صوت أنثوي يقول :
سيدة لطيفة ...
نعم ... أنا ..هي ... من المتكلم .؟؟
أنا الطبيبة وفاء .. أنا من أجرى لك الفحوصات .. ألا تذكرين ..؟؟
نعم كان هذا من يومين ..
أجل ...لقد تبين لي أنك حامل في الشهر الرابع .. ولقد استدعيت زوجك بخصوص هذا الأمر منذ قليل لأعداد برنامج صحي خلال فترة حملك ... حتى وقت الولادة ... لذا نرجو منك الحضور في الساعة العاشرة صباحاً .. أهذا يناسبك ....؟؟

لم تجبها بقت في حالة ذهول شديدة .... سمعت من الهاتف .... سيدة لطيفة ... سيدة لطيفة .. أين أنت ...
أما زلت على الخط .. ألو ... ألو ...

ألقت بسماعة الهاتف أرضاً بعد أن ذهبت في سبات نوم عميق ولا زال دموعها تشد آثار الصدمة على محياها ...

" ...... تمت ..."





8 التعليقات:

نهـى عبد اللـه يقول...

ما شاء الله قصة رائعة
بوركت ،،

د . خـــالد يقول...

جميل أسلوب القصة وطريقة سردها
أستمعت بقرأتها أخت عبير

روابي- الكويت يقول...

مرررررررررررة روعة قصتج


ياااااي أعجبتني بالحيل

مرام محمد يقول...

وااااااو
القصة مرة مرة حلوة

متحمسة أحصل نسخة من الكتاب

سحر _ لها أون لاين يقول...

غاليتي عبير ،،،

سلمت يمناك وما خط به قلمك ،،

نحو ابداع أفضل ،،

hand- Dubai يقول...

very goooooooood the story

د. صالح الحمـادي يقول...

لك درك ياعبير
ما أجمل القصة


سلمت ودمت ،،

د. صالح الحمـادي

جامعة الشارقة

غير معرف يقول...

اخذت الرابط عبررسالة من ايميل...
ألقت بسماعة الهاتف أرضاً بعد أن ذهبت في سبات نوم عميق ولا زال دموعها تشد آثار الصدمة على محياها ...

" ...... تمت ..."


قصة اكثر من رائعة شدتني من اولها؟؟
شكــــــــــــرا بحجم السماء وليتها تفي ...اختك فنووووو@@